هو إخبار القرءان الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به عن ربه سبحانه.
لكل رسول معجزة تناسب قومه ومدة رسالته : ولما كان الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون إلى أقوامهم خاصة، ولأزمنة محدودة فقد أيدهم الله ببينات حسية مثل : عصا موسى ، وإحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى، وتستمر هذه البينات الحسية محتفظة بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول، فاذا حرف الناس دين الله بعث الله رسولا آخر بالدين الذي يرضاه، وبمعجزة جديد، وبينة مشاهدة.
ولما ختم الله النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ضمن له حفظ دينه، وأيده ببينة كبرى تبقى بين أيدي الناس إلى قيام الساعة، قال تعالى: ﴿ قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلى هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ ﴾(الانعام 19) ومن ذلك المعجزة العلمية. قال تعالى: ﴿ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه ﴾(النساء 166) وقال تعالى:﴿ فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله ﴾.(هود 14). وليس معنى مجرد كونه أنزله أنه معلوم له، فإن جميع الأشياء معلومة له، وليس في ذلك ما يدل على أنها حق، لكن المعنى: أنزله فيه علمه، كما يقال: فلان يتكلم بعلم، فهو سبحانه أنزله بعلم، كما قال:﴿ قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ﴾(الفرقان 6). وإلى هذا المعنى ذهب كثير من المفسرين.
ومعجزة القرءان مستمرة إلى يوم القيامة، وخرقه للعادة في أسلوبه، وفي بلاغته، وأخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من الأعصار، إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون؛ يدل على صحة دعواه... فعم نفعه من حضر، ومن غاب، ومن وجد، ومن سيوجد. ﴿ إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين ﴾ وبينة القرءان العلمية يدركها العربي والأعجمي، وتبقى ظاهرة متجددة إلى قيام الساعة.